اسألوا أهل الذكر

الاثنين، ٢ نوفمبر ٢٠٠٩

الأقصى ، الوطني ، الإخوان ، والنقاب .. أحداث متداخلة !

أحداث متتالية تجري حلقاتها في بلادي .. دفعتني طويلا للكتابة والكلام عنها .. إلا أنني كنت أدافعها وأجتهد في ألا أتكلم .. وأن أجتهد في الأفعال أولاً ..

لكن فاض الكيل .. وكان لزاما أن أتحدث وأبين الأحوال ..
ربما اعتبره البعض من باب - الفضفضة - ..
لكنني أعتبره من باب مشاركة الهم والعمل معاً ..

كما أنه إيمان عميق مني بأهمية الإعلام ودوره البنّاء ..

أحداث كثيرة متضاربة ومتعارضة ... وربما موجههة أحيانا !

منها :

انتهاكات الصهاينة المتكررة على المسجد الأقصى ..
وفي الوقت ذاته .. حرب شعواء بالجامعات المصرية لإغلاق المساجد بصورة أو بأخرى .. إلى أن وصل الأمر إلى تحويلها إلى مكتبات لتصوير الأوراق في مسجد حقوق المنصورة للطالبات !
------------------------
اعتقالات بالجملة للإخوان المسلمين في مصر على يدي سلطة جدو مبارك ..
واعتقالات بالجملة للإخوان المسلمين في الضفة الغربية على يدي سلطة عباس المحتاس ...
------------------------
مؤتمرات للتخطيط لهدم المسجد الأقصى وكيفية تدنيسه تعقد صباح مساء ..
ومؤتمر الحزن الوطني في بلادي .. يكرس اهتماماته للضحك على شعبه .. ومن
" بلدهم بتتقدم بيهم " ... لـــــــ " من أجلك أنت .. يا جمال " يا قلبي لا تحزن !
------------------------
حرب غربية على الحجاب .. وحرب شيخ الأزهر و مجمع البحوث على النقاب !
------------------

أمور استفزتني كثيرا للحديث حولها ..

أولاً : انتهاكات الأقصى ..

كلما داهمتني فكرة هدم الكعبة المشرفة .. اتنفضت لأبعد هذه الفكرة اللعينة عني ..
فلا أستطيع تخيل أحوال المسلمين وقتها وهم يقولون " للبيت رب يحميه " !

كلمة قالها عبد المطلب - وهو كافر - فهل يكررها من بعده المسلمين !

قال عمر ابن الخطاب "وما القدس عند الله إلا كمكة" ..
ونحن نقول .. للأقصى رب يحميه !

والله .. إن لم نستطع أن ندافع عن بيت من بيوت الله ، وقبلة المسلمين الأولى ، وثالث مسجد تشد إليه الرحال ، وأرض الإسراء ، والمسجد الذي صلى فيه النبي محمد بالأنبياء ...
فباطن الأرض حينها خير لنا من ظاهرها ...

لكن يبدو أن " الكثير " من شباب المسلمين ... خارج نطاق الخدمة !
----------------------------------------------
ثانيا : مساجد الجامعات المصرية :

صدرت قرارات في مختلف الجامعات المصرية بعدم فتح المساجد إلا نصف ساعة وقت صلاة الظهر وإعادة إغلاقه مرة اخرى ..
وفي بعض الجامعات بإغلاقه بالكلية !

في حين أن جدول المحاضرات من 8 صباحا إلى 8 مساء في معظم الكليات !
وكأن باقي الصلوات ليست من صلوات المسلمين !

ولو أكرمك الله بمحاضرة وقت صلاة الظهر .. "صلي في بيتكم" !

وحين تتحدث مع إدارة الكلية .. يقول لك احمد ربنا ان " احنا " عملنا لكوا مسجد !!

لا أكاد أنسى أحداث في ثلاثينات القرن الماضي الطلاب العظام الذين استطاعوا أن يرفعوا الاذان في الجامعة لأول مرة ويصلوا في الساحة جهرا حتى زاد عدد المصلين وقامت الكليات ببناء مساجد في كل كلية !

ولا أكاد أتخيل أن يصل الحال إلى إغلاق هذه المساجد بعد ما لا يزيد عن 80 عام !
----------------------------------------------

ثالثا : اعتقالات الإخوان المسلمين في مصر المحروسة :

في وقت أصبح التنكيل فيه بكل المصلحين في بلادي .. يكرّم المفسدون فيه !

أسأل سؤالا .. لماذا هذه الحملات على الإخوان !
هل لأنهم يطالبون بتحكيم شرع الله ويعلنون أن " الإسلام هو الحل " !

حاكمونا بالملكية .. وقد انهارت وذهب ريحها !
وحاكمونا بالاشتراكية وقد زالت .. وانقضى وقتها !
وحاكمونا بالليبرالية تارة .. وهاهي انهارت !
وحاكمونا بالرأسمالية .. وهاهي تنهار وستنهار !
وصدّعوا أم رؤوسنا بالديمقراطية .. وها نحن نرى أثرها !

فإذا ما قلنا أننا نريد تحكيم منهج الله ومنهج رسول الله .. أصبحنا " طلاب سلطة " !

حينها أتذكر قول الله تعالى " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا "

وأتذكر قول الله " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " ...

وأقول للإخوان " ألا إن سلعة الله غالية " .. ومهما كانت التضحيات .. فلا تبعدكم عن الطريق ... ؛
----------------------------------------------
رابعا : اعتقالات عباس المحتاس !

من عجائب هذا الزمان .. أن يكون - رئيس - دولة محتلة .. يلقي القبض على شعبه لأنهم يدافعون عن أرضهم !
وينكل بهم لأنهم يواجهون اليهود .. ويربون الأطفال على الجهاد !

أقول للمجاهدين في الضفة .. " فصبر جميل " .. فالحق بيّن واضح .. والباطل بيّن واضح .. وسيأتي النصر والتحرير لا محالة

حينها لا ترحموا العملاء والخونة !
----------------------------------------------
خامسا : من أجلك أنت "يا جمال" !

كثيرا ما تصيبني نوبة من الضحك الهستيري حين أسمع شعارات الحزن الوطني على مدى تاريخه .. منذ هيئة التحرير مرورا بالاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي وحزب مصر وصولا إلى الحزن الوطني الحالي ..

فلا أكاد أنسى شعار " فكر جديد " .. والثاني " العبور الأول " ثم " العبور الثاني " .. وصولا إلى " العبور إلى المستقبل " !
ولا أنسى مصر بتتقدم بيهم !

شعارات تصيبني بالغثيان من شدة الضحك .. وربما التفاهة وعدم الوضوح !

يبدو أنهم فعلا لا يتحدثون عن مصر التي نعرف ..

أهلا بيكم في بلدكم " التاني " مصر !
----------------------------------------------
وأخيرا وليس آخرا :

"مجمع البحوث" برئاسة شيخ الأزهر يؤيد قرار منع ارتداء "النقاب" داخل المعاهد والمدن الجامعية التابعة للأزهر ....

ليس هذا الخبر الأول .. وربما لن يكون الأخير في حملة شعواء تبناها سيد بيه طنطاوي !
الأمر الذي أصابني بالاشمئزاز وربما بالاشمئناط أحيانا ... !

لم أكن أحب أن أتحدث في هذا الموضوع .. لكن الأمر بلغ مبلغا لا يمكن معه الصمت أو التجاهل ..

ففي وقت تشتد فيه الهجمات والضربات على الإسلام وأهله على مختلف الأصعدة والميادين .. كان ينبغي أن نوحّد الصفوف ونشد العزم ونعلي الهمم لنصرة الدين ..
بدلا من أن نهتم بذلك ..

وجدنا هجمة أخرى - وللأسف - من بني جلدتنا .. من بعض المسلمين !
وكأن النقاب سبب كل المصائب التي تجتاح بلدنا الغالية

النقاب هو سبب الفقر والعنوسة والسرطان والطاعون والفشل الكلوي والسبب الرئيسي للفساد السياسي والتوريث ونهب البنوك وسبب النكسة !

حتى أنني صدقت أن النقاب هو سبب غرق العبارة وحوادث القطارات بالفعل !

دون الخوض في مدى شرعيته .. وهل هو فرض أم سنة..
ما هي المشكلة في أن ترتدي المسلمة ما تشاء !

با ترى هل سيخرج شيخ الأزهر ومجمع البحوث بقانون يمنع البنات العرايا والمتبرجات من دخول الجامعات !

أم أن التحشم صار عيبا .. والعري وقلة الأدب حرية !

عجبا لأمر بلادي .. أن يسمح للبنات أن يرتدين " قمصان النوم " في الشوراع والطرقات
وتمنع فيه المسلمات المحترمات من الحركة !

أقول لهؤلاء .. " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون "

---------------------------------------------

هذا ليس من باب الفضفضة ولا التنفيس ولا حتى التفييص !
إنما هو تشخيص لواقع مر ..
يحتاج إلى عمل مضنى واسع النطاق على مختلف الأصعدة والميادين ..

يحتاج إلى إصلاح كل منا نفسه وأسرته ..
ومن ثم إصلاح مجتمعه ..

يحتاج إلى الإيجابية والمبادرة للإصلاح
يحتاج إلى كلمة حق عند سلطان جائر
يحتاج إلى توعية ونشر القضايا ..

يحتاج إليكـــــــــ .. نعم إليك أنت !
ويحتاج إلى توكل حقيقي على الله .. لا تواكل !

الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩

السلطة المصرية أفرجت عن " الجاسوس عزام عزام " .. وتقتل " المجاهد يوسف أبو زهري"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

استشهاد المجاهد " يوسف أبو زهري " في السجون المصرية نتيجة التعذيب الشديد !!!

خبر ربما قلب موازين عقلي مذ رأيته .. دخلت بيتي منذ لحظات ..
ولم أكد أبدل ملابسي حتى صدمني الخبر .. لم أصدقه للوهلة اولى ! ..
إلا أنه وللأسف أصبح واقعا ..

السلطة المصرية التي أفرجت عن " عزام عزام " العميل الصهيوني الشهير منذ عدة سنوات ..

هي هي .. بذات الأشخاص تغتال المجاهد الفلسطيني المسلم " يوسف أبو زهري " داخل أحد معتقلاتها !

أقسم بالله أن الدم يغلي في أم رأسي ..

إذا كان استشهد على أعتاب المسجد الأقصى .. فهنيئا له الشهادة .. لم أكن لأحزن

وإذا كان قد استشهد في حرب غزة .. فهنيئا له الشهادة .. لم أكن أبدا لأحزن

وإذا اغتاله اليهود
.. فهنيئا له الشهادة .. لم أكن أبدا لأحزن

أما وقد اغتالته قوى الغدر من حلفاء بني صهيون ..

نعم هنيئا له الشهادة .. لكن الحزن يعتصر قلبي ..

حتى أنني لا أكاد أرى حروف لوحة المفاتيح ..
ولا أكاد أستطيع أن أستجمع قوتي لأسطر حرفا آخر

حسبي الله ونعم الوكيل

وكما قال النبي " يحشر المرء مع من أحب "

أسأل الله أن يحشرني وأخي يوسف مع النبي محمد في جنات النعيم

وأن يحشر قاتليه ومن عاونهم مع اليهود في أسفل سافلين

اللهم آمين



الخميس، ١ أكتوبر ٢٠٠٩

الأقصى في خطر .. اقتحام جديد الأسبوع المقبل !


عاجل : جماعات يهودية وجهت دعوةً عامةً للمجتمع الصهيوني ؛ للمشاركة في اقتحامٍ جماعي للمسجد الأقصى المبارك الأسبوع المقبل ، بمناسبة ما يُسمى بـ "حلول عيد العرش العبري" ..

خبر كان كفيل أن يطير النوم من عيني رغم كل المحاولات المضنية لاستجداء النوم في الليلة الماضية !
ولم يكن هذا فحسب بل كان سببا لاسترجاع شريط طويل من الذكريات والمواقف التي مرت بمخيلتي بين لحظات عزة وانتصار ، ولحظات ذل وانكسار .. لحظات شعرت فيها بمخيلتي تناطح السحاب ، وفجأة أطأ بمخيلتي الثريا وتلطخ أم رأسي بالتراب !
لم يكن بعيد عني خبر اقتحام الأقصى ظهر الأحد الماضي (27 سبتمبر2009) ، وربما بنفس الترتيب و " السيناريو " ..

بل أنني أذكر الشيخ رائد صلاح يوم الجمعة يصرخ محذرا من اعتزام المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصي واقامة طقوس تلمودية في ساحاته بمناسبة احتفالاتهم بعيد الغفران اليهودي الذي يصادف الإثنين .

صرخة ربما لم تحرك ساكنا في نفوس أو قلوب الكثيرين .. ووقع المحظور .. وفي يوم الأحد كانت كل فضائيات العالم تعج بأخبار اقتحام الأقصى على مرأى ومسمع من كل الدنيا !

تصدى لها المقدسيون ببسالة معهودة عليهم ونجحوا في التصدي لهم قدر المستطاع وأصابوا منهم 13 جنديا من الصهاينة ، وأصيب 40 فلسطينيا يومها نقل منهم 17 للمستشفيات .. رغم فارق العتاد بين جنود مدججين بالسلاح ، وشباب مسلم عار الصدر لا يملك سوى الحجارة و" الإيمان " .
سؤال شغل بالي طويلا من حينها .. هل يتكرر نفس الأمر .. تحذير لا نلقي له بالا ولا نحسب له حسابا أو اعتبارا لنفاجأ بالصهاينة يقتحمون الأقصى مرة ثانية وثالثة وربما أكثر !

أم أننا سنتحرك ونتحرك من قبلها !

-----------------------------------------------------------------------------------



الأقصى عام 2000 م

"الخميس 28سبتمبر 2000 م " .. رئيس الوزراء الإسرائيلي (آنذاك) إريل شارون يقتحم المسجد الأقصى في حماية أكثر من ثلاثة آلاف جندي مدججين بالسلاح".

خبر عاجل تصدر كـافة شاشات الفضائيات، فأثار حنق وغضب المسلمين في أرجاء العالم، لتشتعل المسيرات والمظاهرات المنددة، وجرى استدعاء للسفراء وإرسال إنذارات للقنصليات الإسرائيلية، وعُقدت قمة عربية طارئة، واندلعت انتفاضة الأقصى التي استمرت لعدة سنوات.

الأقصى عام 2009م

وبعد 9 سنوات في نفس الذكرى ونفس المناسبة .. كيف صارت الأمور !


--------------------------------------------------------

في عام 2000
كان التفاعل مع الأقصى واسعا في الشارع العربي وفرض نفسه وبقوة من خلال المظاهرات المنددة التي اجتاحت الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ودعا المحتجون إلى دعم الانتفاضة بالعتاد، وتفعيل سلاح النفط، ووقف التطبيع مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وسحب السفراء العرب من تل أبيب، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي سارعت بعد شهر من اقتحام الأقصى إلى عقد قمة عربية طارئة اكتفت بشجب واستنكار حادثة الاقتحام، وأشادت بالانتفاضة ودعمتها بصندوق مالي بقيمة مليار دولار، مع التلويح بقطع العلاقات العربية مع إسرائيل، ووقف مسار المفاوضات متعددة الأطراف، والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية.

واستعادت انتفاضة الأقصى جوانب منسية في المجتمع العربي، فطفت على السطح دعوات مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وشهد الشارع العربي عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن الانتفاضة احتلت المساحة الأكبر في نشرات الأخبار والبرامج.



أما في 2009
فتغير المشهد وتراجع الاهتمام بالمسجد الأقصى ليحتل المرتبة الأخيرة في الكثير من نشرات الأخبار على الفضائيات العربية، وتقاعس الشارع العربي حتى كتابة هذا التقرير، ولفه صمتٌ مُريب بالرغم من أن عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة منذ حرب يونيو 1967 في تزايد، ولم تتوقف أنياب الحفريات تحت المسجد الأقصى مما يعرضه للانهيار في أي وقت .
--------------------------------------------------------
ربما كانت هذه الأحداث من تدنيس الأقصى دافعا على الأسى .. لكن ليست هي الأسى كله ..

فلم تشغلني كثيرا عن الحفريات التي تجري وتجري صباح مساء تحت المسجد الأقصى .. ولم تشغلني عن منع المصلين من دخول ساحة الأقصى منذ سنين إلا لمن فاق الستين من العمر أو ربما يقل قليلا في بعض الأحيان .. ولم يشغلني عن بناء المستوطنات قرب الأقصى المبارك ومحاولة تهويد القدس

ولم يشغلني عن نداءاتهم بأن القدس هي عاصمة بني صهيون الأبدية !

ربما كان خبر اقتحام الأقصى دافعا لدى البعض أو ربما الكثيرين للتحرك لنصرة المسجد .. لكن الأفضل ألا يكون تنفيسا عن انفعال وقتي و فقط ..
إنما هي حالة من الاستنفار ليل نهار للزود والدفاع عن مقدسات المسلمين . .. عن قبلة المسلمين الأولى .. عن ثالث المسجدين .. عن شرف المسلمين !
------------------------------------------------------------

هدم المسجد الأقصى
خطوة ربما يحاول البعض أن يخادع نفسه ويتناساها .. لكنها تصبح اليوم واقعا يراه الجميع ويشعر به حتى " الأطفال " ..
وهناك أكثر من سيناريو لتنفيذ ذلك ..

أولها: أن تؤدي شبكة الأنفاق الضخمة التي أحدثها الاحتلال تحت الأقصى والبلدة القديمة وحي سلوان إلى انهيار أساسات المسجد، وقد ظهرت الكثير من المؤشرات على ذلك في الأشهر الأخيرة، ومن بينها انهيارات حدثت داخل المسجد الأقصى وبعض مباني القدس القديمة وبعض بيوت حي سلوان.
أما السيناريو الثاني: فهو قيام مجموعات متطرفة بأعمال من شأنها هدم أركان المسجد الأقصى، مذكرا بالحريق الذي قام به "دينيس روهان" عام 1969م، والذي زعمت إسرائيل في حينها بأن الفاعل مجنون وأن العمل فردي، في حين بينت تحقيقات الأوقاف الإسلامية أنه عمل جماعي شاركت فيه مؤسسات إسرائيلية رسمية.
والسيناريو الثالث، فيتمثل في نشوب حرب إقليمية طاحنة، وهناك مؤشرات عليها، تستخدم فيها أسلحة غير تقليدية وتقوم خلالها إسرائيل بهدم المسجد الأقصى خلال حالة الهيجان الإقليمية.

----------------------------------------------------------------------
توصيات هامة

أعتقد أننا في مرحلةٍ حاسمةٍ من عمر السباق على السيطرة على الأقصى، وأن ما سيحصل في السنوات القادمة من شأنه أن يحسم مصير المسجد، إما لجهة نجاحِ مخطط "أورشليم المقدسة" واقتسام المسجد، أو لجهة خلق قناعةٍ راسخةٍ لدى المحتلّ بأنه أعجز من أن يتمكن من تحقيق القدسية اليهودية على حساب المسجد.

إن المؤشر الأساس الذي يحسب المحتل من خلاله تحركاته تجاه المسجد الأقصى هو حساب الربح والخسارة، فكلما أحدثت تحركاته ردود فعلٍ غاضبةٍ وعالية الوتيرة ترسل رسائل واضحة حول خطورة التحرّك على كل المستويات، لجأ الاحتلال إلى تخفيض سرعة ونوعية التحرّك ضد المسجد خوفاً من أن يتسبب التصعيد في ردود فعلٍ أكبر وأعظم أثراً يكون ثمنها غالياً بالنسبة له، وكلما خفّت وخفتت ردود الفعل وتشتّتت- كما كان الحال بعد حفريات تلة المغاربة في شهر فبراير 2007- فإن المحتل سيتشجّع أكثر للمضي بمخططاته قُدُماً، وعلى توثيق التحالف المتنامي بين المؤسسة السياسية والجمعيات اليهودية المتطرفة المنادية ببناءِ الهيكل.

وعلى هذا الأساس نضع التوصيات التالية بين يدي كل المهتمين بالمسجد ومصيره ومستقبله :

1. التغيير يبدأ من الداخل ... قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فتربية النفس التربية الصحيحة على عقيدة الإسلام هي الأساس، واستحضار النية الصادقة في نصرة المسجد الأقصى المبارك خطوة أولى.
2. عدم نسيان قضية المسجد الأقصى المبارك، وتكرارها في المجالس، وعند الزملاء باعتبارها القضية الأولى.
3. الجهاد في سبيل الله، فهو الطريق الأمثل لأخذ الحق، ويكون بالنفس والمال واللسان، فالأحداث تبين بوضوح أنه لن يقوم للدين قائمة إلا بذروة سنامه (الجهاد) .
4. الدعاء وإعطاؤه قدره في أوقات الفراغ .. وقد يجلب الدعاء ما لا تجلبه ملاقاة الأعداء !!
5. الصدقة والدعم المالي للانتفاضة التي يعقد لواءها لنصرة الإسلام، ورفع راية التوحيد، ومد يد العون لأيتام الشهداء وأهاليهم. لقول النبي: " من خلف غازيا في أهله بيته فقد غزا "
6. اليقين بالنصر المؤزر المؤكد، والتذكير بأن العاقبة للمؤمنين والتأكيد على ضعف المشركين والكفار، وغرس سنة الله المداولة بين الناس، وأن أي دولة مهما كانت قوية ولكنها ظالمة فمآلها إلى السقوط.
7. الإعلام بالقلم والصورة وبكل وسيلة ممكنة كالإنترنت، وكذلك رسائل الجوال، وغيرها من الوسائل التي تفيد في طرح القضية والتذكير بها، خاصة وقد رأينا كيف لعب سلاح الإعلام دورا رئيسيا في توطيد أركان الكيان الصهيوني.
8. تكرار ذكر مواقف البطولة والشجاعة، فهي تحث الروح على الجهاد، والتذكير بقصة صلاح الدين –رحمه الله ، والدروس المستفادة منها.
9. دور الآباء مع أبنائهم في زرع العداء لليهود في نفوسهم، وأهمية نصرة المســلمين ومعاونتهم.
10. دور المعلم في المدرسة وخصوصاً مدرس التاريخ والمواد الشرعية والعربية والفنية من خلال الرسم والتعبير.
11. دور إمام المسجد في الحي التابع له عن طريق قنوت أو نصيحة أو جمع همم المصلين وتحريك عواطفهم.
12. دور المرأة المسـلمة بحمل الهم للمسلمات والزوج والولد وتربيتهم على الغيرة على المقدسات، والذود عنها، ورفع الانتهاكات التي تتعرض لها.
13. دور المؤســسات والمحلات التجاريــــة في المقاطعة الاقتصادية والمالية لليهود، والتي ألحقت بهم خسائر فادحة لا يزالون يعانون آثارها.
14. تحرك رجــــال الأعمــــــال والتـــــــــجار بأموالــــهــــم.
15. إن التظاهر والتجمع والحشد الشعبي ليست وسائل عديمة الجدوى، بل هي عوامل أساسيةٌ في قراءة مؤشر الربح والخسارة لدى المحتل، وعند أي اعتداءٍ مقبلٍ على المسجد –وهو قادمٌ بحسب تقديرنا خلال الفترة المقبلة- فإننا ندعو كل الجهات الفاعلة إلى ردود فعلٍ عملاقةٍ حاشدةٍ منظمةٍ توجّه رسالةً واضحةً بهذا الصدد، وندعو إلى أن يكون هذا التحرّك وحدوياً خالصاً لنصرة المسجد وخالياً من كل استخدامٍ سياسيٍّ داخليّ. كما ندعو إلى العمل على المدى الطويل على رفع الوعي والمعرفة بالمسجد وأوضاعه، لأنه الضامن الوحيد للفعل والتحرّك لنصرة المسجد.
16. تشجيع الجهات التي لها اهتمام كبير بقضية فلسطين، وتشجيع الجهود الفعالة الجهادية والإشادة بها.

لا تنسوا الدعاء .. ونشر القضية .. وشحذ الهم